الله.. النور الذي يذيب الخلافات

يعد التعايش بسلام وتفاهم بين متبعي أديان مختلفة واحدًا من أكبر التحديات التي تواجه الإنسانية كافة، وتحديدًا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهو التحدي الذي يفرض نفسه سواء على المستوى الوطني أو العالمي.
فعلى المستوى الوطني، ومقارنة بثلاثين سنة ماضية، أصبح لدينا مجتمعات ذات تعددية دينية أكثر، والأمر لا يتوقف على الزيادة العددية، فهو يتزامن أيضا مع زيادة الوعي الديني داخل هذه المجتمعات.
وبالمثل، فعلى المستوى العالمي، فإن الدين قد أصبح عاملا رئيسيا في الصدام بين الحضارات. وأصبح التساؤل الآن: هل تزايد الوعي الديني – في عالم مقسم على أساس الحدود الدينية- نعمة أم مجلبة لشقاء الإنسانية؟
بناء على ما هو ماثل أمامنا، يبدو أنه كلما أصبح الإنسان أكثر التزامًا تجاه هويته الدينية، كما يفهم من خلال ممارسته العقائدية الخاصة بدينه، تصبح الهوة بينه وبين الآخر (دينيا) أكثر اتساعاً. ومما يزيد الأمر سوءًا أحيانًا أن يمتزج بذلك شعور بالاستعلاء بالدين الخاص على الأديان الأخرى، وهو اعتقاد من شأنه تعزيز فكرة التفرد الإقصائي للأديان، النافي لوجود أرضيات مشتركة بين الأديان وبعضها.
وعلى الرغم من أن المفاهيم الدينية في حد ذاتها -وبشكل كبير- لا تسبب التوتر بين الأديان، إلا أن بعض الاتجاهات أو السياسات أو الأحداث ذات الصلة بالسياسة أو الاقتصاد أو كليهما، تبدأ في خلق عواقب وخيمة على الأفراد أو الجماعات الذين يتصادف أن يكونوا منتمين لدين أو لأديان بعينها مما يتسبب في تدهور العلاقات بين الأديان. ولولا تدهور العلاقات بين الأديان، ما كان حدث صراع الأديان هذا.
لذا فإن تأثير السلطة والسياسة المسيطر على البشر هو السبب الأقوى لتدهور العلاقات بين الأديان أكثر من تأثير ظاهرة الوعي الديني، الأمر الذي يجب أن تشعر النخب الوطنية بالقلق إزاءه، فيجب أن يكون التوزيع العادل للسلطة والثروة، والذي من شأنه إنصاف ضعفاء المجتمع، على قمة أولويات تلك النخب، فالإنصاف والعدالة يجب أن يكونوا حجر الأساس الذي تقوم عليه السياسات العامة، والسمة الأساسية لتوجهات الحكومات.
إن تلك المبادئ من العدالة والإنصاف يجب أن تطبق أيضًا على المستوى العالمي، وليس على المستوى القومي فقط، فتزايد اتساع الهوة بين الغرب والمسلمين لم ينتج عن مسائل دينية بالأساس. وطالما ظلت واشنطون وقوى الغرب مستمرين في سياساتهم الاستعبادية للمسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان لأسباب تتعلق بإسرائيل والنفط والمسارات الإستراتيجية، ستظل العلاقة بين الحضارتين -الغربية والإسلامية- دومًا شائكة. ومع إعطائهم التأييد المتحمس لهيمنة الولايات المتحدة على أجزاء من العالم الإسلامي، فإن المحافظين المسيحيين في أمريكا وفي أي مكان آخر يزيدون من تفاقم العلاقات مع الآخر المسلم، وقد اختارت حفنة في العالم الإسلامي أن ترد على هيمنة قوى الغرب على بلادهم عن طريق الإرهاب الأحمق، وهو ما أدى لسقوط الروابط بين المسلمين والغرب إلى الهاوية.
ويستنتج من هذا، أنه لتحقيق علاقات مثمرة بين الولايات المتحدة على وجه التحديد، والقوى الغربية عامة من جهة، وبين المسلمين من جهة أخرى، يجب أن تنتهي، وبشكل سريع، الهيمنة –بقيادة أمريكا- على العالم الإسلامي. ولتحقيق التعايش، على المستويين العالمي والقومي، يجب أن تتكاتف الجهود المخلصة لتعزيز فهم وإدراك واستيعاب البشر لمختلف الثقافات والأديان التي يتألف منها عالمنا.
وفي الوقت ذاته، يجب أن تقوم المؤسسات التعليمية والإعلامية بمبادرة موحدة للقضاء على الأفكار الخاطئة والأحكام المسبقة لدى الشعوب تجاه الديانات الأخرى.
إلا أن كل هذه المحاولات لن تكون كافية لرأب الصدع بين الأديان وجعلها أقرب طالما استمرت الاتجاهات الدينية الإقصائية وضيقة الأفق في الاقتصار على التعبير عن نفسها، فقد صارت هناك حاجة ملحة لتطوير اقتراب وفهم تراحمي وعالمي للدين. وكل فلسفة دينية تحوي بين طياتها على المرجعيات التي يمكن الاعتماد عليها لتطوير هذا الاقتراب، وهناك عدد من الجماعات والأفراد الذين يعملون بجهد لتعزيز هذا الاتجاه في كل الأديان، وكثير منهم قد صاغوا روابط عبر الحدود الدينية في سعيهم المشترك من أجل العدالة والمساواة على الصعيدين العالمي والوطني.
هناك بعض العناصر التي تبذل جهدها لدعم ذلك الاقتراب العالمي التراحمي لدى أهل دينهم، وقد أقام الكثيرون من هؤلاء علاقات عابرة للأديان في سعي مشترك لتحقيق العدل والمساواة على المستوى العالمي والقومي.
إن الاقتراب التراحمي العالمي الذي يتبنونه له بعض السمات الأساسية من بينها:
* الاعتراف بأن هناك بعض أوجه التشابه في القيم والمبادئ الأخلاقية التي تشكل النواة الأساسية للديانات المختلفة.
* الاعتراف بأن الفلسفات الدينية المختلفة تتشابه فيما بينها فيما يخص معنى الحياة والهدف منها.
* القبول بفكرة أن الخبرات الدينية العميقة لا تقتصر على دين بعينه.
* إدراك أن مشاعر البهجة والحزن، التي تميز الإنسانية، تتجاوز الحدود الدينية.
* الاستعداد للاعتراف بأن وراء هوية المرء الدينية هوية الإنسانية تشكل رابطة أكثر ديمومة تربط الإنسان بأخيه الإنسان كما تربطه بخالقه، وينبغي تأكيد أن الاعتراف بالسمات المشتركة بين مختلف الأديان لا يعني أن الاقتراب العالمي يتجاهل أو يقلل من الخلافات القائمة.
ومهما كانت الاختلافات، فإنه بالنسبة لدعاة النهج العالمي، الله ليس ملكية خاصة لأي مجتمع ديني بعينه، إن الحقيقة المطلقة ليست حكرًا على شخص أو مجتمع أو دين بعينه. فالله -والله وحده- هو الحقيقة المطلقة التي نكدح جميعا إليها.
وهذا يفسر السبب في أن جوهر الإيمان -في معظم الأديان- هو الخضوع والاستسلام إلى الله، فالله -والله وحده-هو الذي يتعبدنا لا للدين، بينما في الاقتراب الإقصائي يتعبد الناس بالأشكال والممارسات المصاحبة للدين، أكثر من الله.
فعندما يكون الله للعالم، ويكون ذلك في جوهر كياننا، هنا فقط لا يكون هناك آخر ديني. فإله الأكوان لا يقسم الأسرة الإنسانية، فالله هو الضوء الذي ينير العالم.
وعندما ينير ذلك الضوء حياتنا، حينها فقط يصبح العالم أسرة واحدة.

يسلمووووووووووووو اديكي احلى نانسي على موضوعك الحلو وكلام جميل ياريت كل العالم وكل الديان والاطياف يفهمو هاي الكلمات كان الدنيا حالها غير هالحال ولكن كله بمشيئة الله يعطيكي الف عافيه على موضوعك ومجهودك الرائع احلى نانسي

شكرا بجد كلام ابويزن ياريت الكل متلك

شكرا بجد كلام ابويزن ياريت الكل متلك بجد بحسدك على العقلية الي عندك

مشكووووووووووووووووووووووووووووورة سانتى على الكلمات الرائعة والمشاعر الطيبة وياريت كل العالم يفهم كلماتك ويقتضي بها جزاكى الله خيرا مشكوووووووووووووووورة