سيدي الرئيس .. يا إمام الشهداء .. أقف في هذا اليوم الحزين على فلسطين الوطن أرضاً وشعباً ..أقف أمام ضريحك مخاطباً يا من رحلت جسداً لا روحاً .. مردداً درسك الذي تعلمت وتتلمذت فكراً .. وعياً .. نهجاً .. ولاءً .. وانتماء .
أجول بناظري هنا وهناك .. لأكحل العين بناظرك .. فما وجدت سيدي الرئيس الشهيد إلا روحك تحوم في سماء فلسطين الوطن .. تتكوكب فوق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، مع رفاق دربك ممن سبقوك .. تحتضن القضية .. حتى ضاعت حدودك في حدودها ، فأنت القضية والقضية أنت ..
اسمح لي سيدي الرئيس الشهيد .. أن أقف أمام ضريحك لأتلو على مسامعك ، سورة الفاتحة وسورة الفتح المبين .. وما تيسر من آيات الذكر الحكيم .. أتلو على مسامعك .. سفر التكوين والإعداد والنشأة .. سفر الانطلاقة نواة وبؤرة .. سفر بيان العاصفة الأول .. يوم الفتح عبوراً سجل يوم النفق في عيلبون تفجر.
أتلو على مسامعك .. سفر الهامة في أرض الشام ، وسفر الشهامة والكرامة .
سفر بلادي .. بلادي .. فتح ثورة على الأعادي ..
سفر .. أنا يا أخي آمنت بالشعب المضيع والمكبل ، وحملت رشاشي لتحمل بعدنا الأجيال منجل..
سفر رجال العاصفة وهم يرددون فوق التل .. تحت التل ..
أتلو على مسامعك .. سفر الهجرة والتهجير القديم والجديد وما بينهما سفر الرحيل والترحال هنا وهناك بشهادة كل الأمصار .
أما سيدي الرئيس الشهيد .. ما نسيت سفر الحصار تلو الحصار.
وسفر الموت ومسبباته ؟! لكن خسئوا فأنت الشعب .. والشعب لا يموت..
نعم .. لقد عانيت يا حكيم الأمة التاريخ كما عانيت الجغرافيا على طول مسار دربك الوطني حيال المهمة التاريخية .
نعم .. منذ أسقط القدر عليك كل هذه الأسفار كنت سيدي القدرة والاقتدار .. كيف لا .. وأنت :
أول من حمل السلاح في زمن الحرب
وأول من حمل الحجر في زمن الانتفاضة
وأول من حمل غصن الزيتون في زمن السلم
وأول من رفع راية سلام الشجعان في زمن اللاحرب واللاسلم.
إنها العبقرية العرفاتية لياسر الندرة ، الذي ليس له سابقه ولا لاحقه .. فأنت الامتياز والتمييز سيدي الأول والأخير .
لازلت سيدي أقف باستعداد أمام ضريحك ولاءً وانتماءً ، فنحن أبناء الفتح وأنت الأب الشرعي والمشروع ، منذ الزمن الأول ،، منذ الزمن الصعب ،، أمام المهمة الأصعب ..
وها نحن اليوم أمامك في حالة اختبار واختيار وأمامك نقسم قسم العهد والوفاء .. فإرثك سيدي الرئيس الشهيد أمانة في الأعناق ، ونحن في قواتك قوات العاصفة بكافة تسمياتها نعاهدك كما دوماً أن نكون السواعد السمر القوية المنتمية باتجاه فجر الحرية والاستقلال نحو القدس حماة للعرين .. للقرار وحسم الموقف ..
نعم عدت الى ربك راضياً مرضياً مع الشهداء والأبرار والصديقين حياً لا ميتاً وهذا وعد الله " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "
لك المجد يا من أنجزت فأخلصت فرحلت متفيئاً ليلة القدر من شهر رمضان المبارك
العهد هو العهد .. والقسم هو القسم
والخلود لك ولكل الشهداء .. لأبد الآبدين
تحياتى لكــم