الدعوي القضائية التي أقامها أحد المحامين للمطالبة بمنع المطربة هيفاء وهبي من الغناء في القاهرة استنادا لطلب أحد نواب البرلمان بالجزائر بنفس الشيء اعتقادا منه بأن المطربة أفسدت الأغنية العربية وحولتها الي رقص، الدعوتان قوبلتا بالرفض التام فلا الجزائر منعت هيفاء من ممارسة مهنتها وهوايتها ولا المحامي المصري نجح في القضاء علي موهبتها، بل علي العكس ازدادت هيفاء وهبي نشاطا وتألقا، حيث الإبداع الفني لا يمكن منعه بقرار مهما كانت سلطة صاحب القرار أو الجهة المنوط بها اتخاذه.
وربما تأتي الدعوي الرجعية متزامنة مع توقيت صدور قرار نقابة الممثلين بمنع الفنانين العرب من المشاركة في الدراما المصرية، وهو القرار الذي واجه عاصفة مدوية من الرفض والاستنكار وبات سبة في جبين من صاغوه وطالبوا بتفعيله، وربما يكون الاختلاف الوحيد بين الدعوي لمنع هيفاء من الغناء وذلك القرار الأرعن هو أنه في الحالة الأولي يأتي الرفض لنوعية اللون الغنائي وشكله الذي يطلق عليه الفيديو كليب وهذا ما يبرر الي حد ما الدعوي ويعطي الحق لمن تحفظوا أن يكون تحفظهم أو حتي رفضهم قاصرا علي الشكل والنوع أما الآخرون فليس لديهم أي حق في مصادرة حرية الفنان العربي ومنعه من الظهور علي شاشة التليفزيون المصري مهما كانت المبررات والدوافع، لا سيما وأن الدعوي من أساسها باطلة ولا تركن الي اي قانون او موضوعية، إذ أن الفنان يمكن أن يبدع في أي مكان وتحت اي سماء فهوليوود مثلا لم تمنع الفنانين غير الأمريكيين من القيام بالبطولات المطلقة في الأفلام الأمريكية ولم تصادر حقهم في الحصول علي الأوسكار فهناك نجوم من كل الجنسيات بما فيهم العرب تألقوا واكتسبوا شهرة واسعة ومن بينهم عمر الشريف علي سبيل المثال.
وهذا ما يضمن الدعوي ويجعلها أقرب إلي النكتة السخيفة لأنها لا تنطوي إلا علي حقد وغيرة دفينة وهلع من تميز النجوم العرب وبخاصة السوريين منهم لأنهم استطاعوا أن يجلسوا منافسيهم في البيوت بغير عمل وذلك مربط الفرس، تماما مثل العجز عن الغناء والإبداع في أي مجال الذي أدي إلي خروج دعاوي الحسبة والمصادرة ومحاكم التفتيش لتقف ضد مطربة عربية رأت أن مستقبلها في الغناء فمارست نشاطها ولم تكن أن هناك مجموعة من اللصوص يريدون سرقة النجاح واطفاء الأضواء!
دعـــــــــــــــ لــــوــــــه كـــــــــلــ مـــ ىــــت ســـــــ مــــوهــــــع